كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



لم يسلم هذا القسم من نزع الخافض من الاختلاف في الحكم عليه بالقياس أو السماع، وإن كان الأغلب القول بقياسيته بضوابطه، فقد نص الأكثرون على كثرته في القرآن والشعر وكلام العرب المنثور.
يقول سيبويه في الاتساع بحذف المضاف ونحوه، كحذف حرف الجر: "وهذا الكلام كثير... وهو أكثر من أن أحصيه" (1).
ويقول الفراء في قوله تعالى: {وأشربوا في قلوبهم العجل} (2): "أراد: حب العجل ومثل هذا مما تحذفه العرب كثير" (3).
ويقول الطبري في تفسير قول الله تعالى: {في قلوبهم مرض} (4): "أخبر الله جل ثناؤه أن في قلوب المنافقين مرضا وإنما عنى- تبارك وتعالى- بخبره عن مرض قلوبهم الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الاعتقاد، استغنى بالخبر عن القلب بذلك والكناية عن تصريح الخبر عن ضمائرهم واعتقاداتهم كما قال عمر بن لجأ (5):
رأت قمرا بسوقهم نهارا ** وسبحت المدينة لا تلمها

يريد: وسبح أهل المدينة، فاستغنى بمعرفة السامعين خبره بالخبر عن المدينة، عن الخبر عن أهلها، ومثله قول عنترة العبسي (6):
إن كنت جاهلة بما لم تعلمي ** هلا سألت الخيل يا ابنة مالك

يريد: هلا سألت أصحاب الخيل، ومنه قولهم: يا خيل الله اركبي، يراد: يا أصحاب خيل الله اركبوا.
- - - - - - - - - -
(1) كتاب سيبويه: 1 /214- 215.
(2) البقرة: 93.
(3) معاني القرآن: 1 /62.
(4) البقرة: 4.
(5) البيت لعمر بن لجأ في: جامع البيان: 1 /279، 2 /505، ولم أجده في مكان آخر.
(6) البيت في ديوانه: 25، وهو من معلقته المشهورة.